Wednesday, April 11, 2018

..

هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا؟
نعم، قبل 27 عاما لم أكن شيئا مذكورا..
كنت لاشيئ..
لا أدري لماذا تؤرقنا كثيرا فكرة أن نعود كما كنا..شيئا غير مذكور؟
وتأسرنا فكرة الخلود وأن يخلد ذكرنا حتى وإن لم نعد هنا..
كيف يذهب كل شيء في لحظة؟
أفراحنا وآلامنا..نجاحاتنا وإخفاقاتنا..
الضحكات الصاخبة والبسمات الخجلة..دموع العين حزناً..دقات القلب حبا وخوفا..
الأحلام والآمال..وعود البقاء ووعود اللقاء..
كيف يمسي كل هذا وكأن لم يكن في لحظة؟

في صغري كنت أكرر هذا السؤال على أمي: "هتعملي إيه لو أنا مت"؟
ولأنها تفهم المغزى من سؤالي ولأن أمي تكره الميلودراما كانت إجابتها تأتي دوما مشاكسة : "هعيط شوية وبعدين هقول كان عندي بنت اسمها أمامة"..حينها كنت أعلم أن أمي تمازحني.. وبالرغم من ذلك كانت تلك الإجابة تغيظني كثيرا ولا تكفيني..فأعود لأسأل السؤال في مناسبة أخرى..
وفي مرحلة ما أدركت بأن رد أمي المازح هو الواقع بعينه فتوقفت عن السؤال..
حين أموت لن ينتهي الكون بدوره..لن تأفل الشمس حزننا ولن تتوقف الأرض عن الدوران ألما..
ستظل النجوم تزين السماء لتزيدها جمالا وبهاء وروعة للناظرين..
وستقى الحياة ساحرة فاتنة بكل ما فيها..

ذكرى ميلادي هذا العام مرت منذ أيام..والحقيقة أنني لم أتلق هدية بل تلقيت صفعة..
جاءت وفاة مدحت بنزهير وتلتها وفاة أحمد خالد توفيق..
أسأل نفسي لماذا علي أن أحتفل بذكرى ميلادي أو يحتفل بها غيري؟
نعم أتيت هنا منذ 27 عاما . ثم ماذا؟
وما قيمة هذه الأعوام الحقيقية؟
شعور رائع أن تأتينا الهدايا الميلاد في حياتنا..لا لشيء إلا أنها ذكرى اليوم الذي ولدنا فيه فقط..
ولكن هل نظل نستقبل غيرها بعد الرحيل؟
ستحبك عاىلتك حبا غير مشروط..ذلك لأنك محظوظ ..ومحض وجودك قد يكفي..
أما خارج حدود عائلتك فمحض وجودك لا يكفي وهذا هو العدل..
يذكر الناس من يصنع معروفا ويسدي نفعا ويعلم خيرا..
ويذكرك الله في نفسه إن ذكرته في نفسك..فإن ذكرته في ملإ ذكرك في ملإ خير منه..

هكذا بهذه البساطة وإن لم تكن بهذه البساطة إن بدت..

No comments:

Post a Comment