Thursday, October 11, 2018

أنا ممتنة..
ممتنة لك يا الله..
اليوم مر أخي الصغير لزيارتي..
هو الأصغر بيننا جميعا لكنه يراني الأصغر..
اليوم ابتاع للصغيران قطعتي شوكولاتة..
أهداني ثالثة وقال "جبتلك زيهم"..
أنا ممتنة لأنه أخي..
وممتنة لوجوده في أيامي التي يبرع في تلوين مساحته فيها بألوانه الخاصة..
وممتنة للفتاته الصغيرة الكبيرة..جداً.

Monday, April 30, 2018

...

مراحل الصداقة في أيام الطفولة:
تعودين من المدرسة وتضعين الحقيبة جانباً..وقبل تبديل ملابسك تبدأين في ملاحقة والدتك في المطبخ وفي أنحاء  المنزل -وفي حالتي كنت أيضاً أنتظر عودة أختي الكبرى من المدرسة- لتملأي رأسها بقصص المدرسة..المدرس الفلاني قال كذا..والبنت الفلانية فعلت كذا..
مع الأيام يظهر اسم ما ويتكرر أكثر من غيره في حكاياتك..
جملة قالتها أضحكتك أو تصرف أعجبك..
تسألك والدتك وسط حكاية ما: فلانة نفسها من قالت كذا؟ تجيبين ب: نعم! 
لتكون هذه أول إشارة :" أمي بدأت في حفظ اسمها" ..
أما إن أبدت استحسانا فيالها من ساعة مباركة!
تمر الأيام ويدق هاتف منزلكم وأنت المطلوبة..ينادونك من بعيد فتسألين:
-من؟
تجيبك أختك أو أخوكِ: 
- فلانة
تتكرر المكالمات وتمتد محادثاتكن حتى يطالبك الجميع بإنهاء المكالمة لأنك" شاغلة الخط"..
يشتهر اسم صديقتك الجديدة في المنزل ويعرفها جميع أفراد الأسرة تقريباً.. أو على الأقل يحفظون صوتها فيكفون عن سؤالها "نقولها مين؟"
تخبرك بأنك أيضاً أصبحت مشهورة في بيتها وتشعرين بالفخر حين يكفون عن سؤالك عن هويتك.. أو حين تتعرف والدتها على صوتك مباشرة فتبادرك بالسؤال عن أحوالك..
هكذا تجتازان سويا أهم المراحل..
ماذا عن زيارتها لمنزلك وزيارتك لها؟
كانت هذه مرحلة متقدمة ونقلة نوعية لمستوى الصداقة تأخذكن لخانة ال"بيست فريندز فور ايڤا أو الصديقات "المقربات إلى الأبد..
هذا الأبد ربما يمتد لنهاية العام الدراسي حتى تنتقل صديقتك لفصل آخر في العام الجديد وتتعرف على صديقات جدد..يتحطم قلبك الصغير قليلاً ثم تتعرفين أنتِ أيضاً على صديقات جدد.
أو ربما كنتِ حقا من المحظوظات اللاتي امتدت صداقتهن بامتداد أعمارهن في السراء وفي الضراء..
دعيني أخمن..أنتن الآن صديقات في الكتاب الأزرق..
لا محادثات طويلة..ربما بعض الزيارات الموسمية..
آخر لقاء بينكن كان منذ شهور أو أعوام..ربما انتقلت إحداكن للعيش ببلد آخر مع زوجها وأطفالها..
لا بأس.. ما زلتِ من المحظوظات.

Thursday, April 12, 2018

عزيزتي الحزينة المختبأة وراء السطور..
قبل أن نأتي إلى هنا كنا حقا لا شيء..
لا روح.. لا جسد..لا عمل
ثم يأتي في لحظة ما يدهش العقول ويعجزها..
نفخة الله فينا من روحه..
هذه المعجزة هي القيمة والمعنى..وبها يبدأ كل شيء.

قد تكون القيمة الحقيقية  في أبسط صور الحياة..
في أكلة نأكلها فنحمد الله وفي شربة نشربها فنحمد الله.. فيرضى الله..
 في ابتسامة من القلب تُحسب لنا صدقة.. وفي شوكة تؤذينا فيكفر الله بها الخطايا..

صحيح أن خلود الذكرى فكرة آسرة..ولكن كم من موسى لم يأتينا نبأه وكم من فرعون طغى فخلد اسمه في البلاد؟

 فلا تحتفلي يا صديقتي بذكرى ميلادك..بل احتفلي بكل يوم جديد تذكرين فيه الله تعبدينه لا تشركين به شيئاً..
واحتفلي بكل يوم يغدق الله فيه عليكِ بنعمه فتحمدينه وتشكرين فضله
صديقتي لا شيء يذهب سدى أو ينتهي فجأة..بل الحياة الحقيقية تبدأ في لحظة فتزودي.






Wednesday, April 11, 2018

..

هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا؟
نعم، قبل 27 عاما لم أكن شيئا مذكورا..
كنت لاشيئ..
لا أدري لماذا تؤرقنا كثيرا فكرة أن نعود كما كنا..شيئا غير مذكور؟
وتأسرنا فكرة الخلود وأن يخلد ذكرنا حتى وإن لم نعد هنا..
كيف يذهب كل شيء في لحظة؟
أفراحنا وآلامنا..نجاحاتنا وإخفاقاتنا..
الضحكات الصاخبة والبسمات الخجلة..دموع العين حزناً..دقات القلب حبا وخوفا..
الأحلام والآمال..وعود البقاء ووعود اللقاء..
كيف يمسي كل هذا وكأن لم يكن في لحظة؟

في صغري كنت أكرر هذا السؤال على أمي: "هتعملي إيه لو أنا مت"؟
ولأنها تفهم المغزى من سؤالي ولأن أمي تكره الميلودراما كانت إجابتها تأتي دوما مشاكسة : "هعيط شوية وبعدين هقول كان عندي بنت اسمها أمامة"..حينها كنت أعلم أن أمي تمازحني.. وبالرغم من ذلك كانت تلك الإجابة تغيظني كثيرا ولا تكفيني..فأعود لأسأل السؤال في مناسبة أخرى..
وفي مرحلة ما أدركت بأن رد أمي المازح هو الواقع بعينه فتوقفت عن السؤال..
حين أموت لن ينتهي الكون بدوره..لن تأفل الشمس حزننا ولن تتوقف الأرض عن الدوران ألما..
ستظل النجوم تزين السماء لتزيدها جمالا وبهاء وروعة للناظرين..
وستقى الحياة ساحرة فاتنة بكل ما فيها..

ذكرى ميلادي هذا العام مرت منذ أيام..والحقيقة أنني لم أتلق هدية بل تلقيت صفعة..
جاءت وفاة مدحت بنزهير وتلتها وفاة أحمد خالد توفيق..
أسأل نفسي لماذا علي أن أحتفل بذكرى ميلادي أو يحتفل بها غيري؟
نعم أتيت هنا منذ 27 عاما . ثم ماذا؟
وما قيمة هذه الأعوام الحقيقية؟
شعور رائع أن تأتينا الهدايا الميلاد في حياتنا..لا لشيء إلا أنها ذكرى اليوم الذي ولدنا فيه فقط..
ولكن هل نظل نستقبل غيرها بعد الرحيل؟
ستحبك عاىلتك حبا غير مشروط..ذلك لأنك محظوظ ..ومحض وجودك قد يكفي..
أما خارج حدود عائلتك فمحض وجودك لا يكفي وهذا هو العدل..
يذكر الناس من يصنع معروفا ويسدي نفعا ويعلم خيرا..
ويذكرك الله في نفسه إن ذكرته في نفسك..فإن ذكرته في ملإ ذكرك في ملإ خير منه..

هكذا بهذه البساطة وإن لم تكن بهذه البساطة إن بدت..