Thursday, July 17, 2014

"قد شغفها حباً"

في تعبيرين في القرآن من ساعة ماعدوا عليا رمضان ده بيجوا في بالي كثير.. ولما فكرت فيهم وصلوني لأفكار يمكن مش جديدة بس بالنسبة لي أول مرة تبقى واضحة كده..
الأول: "قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا" في سورة يوسف
جه في الآية 30
زمان كنت بسأل نفسي عن شكل الحب بين الرجل والمرأة في القرآن..
ليه تعبير "شغفها" ومشاعر الشغف جت بس في سياق الكلام على تصرف امرأة العزيز "وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ" ؟
ليه ربنا لما ذكر شكل تاني من الحب بين الرجل والمرأة اللي هو في الزواج ذكر "لتسكنوا" و "مودة ورحمة" ؟
"وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" سورة الروم
ليه السكن مش الشغف؟
وأنا صغيرة..ال هو من كام سنة ..كنت بقول لنفسي المودة والرحمة دول بتوع الناس الكبار يعني ال بقالهم سنين كثير متجوزين مثلاً.. فين المرحلة اللي قبل كده؟
فين مرحلة المشاعر المتأججة ال أغلب علاقات الحب بتمر بيها سواء انتهت بالجواز أو لأ؟
وكنت بحس (عن جهل طبعاً) أن مشاعر (المودة والرحمة) أقل من مشاعر الشغف..
وأن ده لأن الحب بيقل بعد الجواز يا هنادي وكدهون
بعدين ربنا هداني لفهم ثاني للآيات ..ولو أن الإحساس كان وصلني عن قريب بس ماكنتش شايفاه في أفكار واضحة..
الحب نعمة كبيرة..وبالرغم من كده هو من أكبر الفتن في الدنيا..وكثير بيبقى ابتلاء من ربنا للعبد..
الجزء بتاع مشاعر الشغف ال بتبقى موجودة في أغلب بدايات علاقات الحب بين الرجال والنساء ابتلاء كبير.. في ناس ربنا بيسلم ويصون قلوبهم وناس بسببها بتفتن بتبقى بدايات لغلطات كبيرة وصغيرة..في ال بيوشك على الغلط وبيرجع..وفي ال بيغلط ويصلح ويراجع نفسه..وف ال بيأثم أو بيقع في فاحشة..
الشغف هو ال وصل امرأة العزيز انها كانت هتقع في الزنا ولو كانت ماوقعتش فيه في الآخر..بس هي "همت" وأصرت بعدها كأنها معمية..وفي الواقعفي قصص زي كده كثير..
ولو جينا نطبقها على الواقع الحالي هنلاقي أن ناس كثير بتفتن بسبب المشاعر دي..وأنها اختبار من ربنا و حاجة مش سهلة أبداً مهما كان الإيمان في قلب العبد..
وهنلاقي في أمثلة كثيرة أن مشاعر الشغف وإن كانت في حد ذاتها مش حاجة غلط ولا ربنا بيحرمها..ممكن توقع صاحبها في تصرفات محرمة ربنا يحاسبه عليها..زي الناس ال بتحب بعض في مرحلة قبل الجواز ومنها فترة الخطوبة..
أغلب الناس بتبقى عارفة أن تصرفات معينة ماتنفعش من غير جواز لولو كانت تحت أي مسمى (قراية فاتحة..متكلمين عليها ..مخطوبين)..ماتنفعش يعني لا تجوز شرعاً..لأن أي رجل وامرأة قبل عقد الزواج أجانب..بس بتلاقي الناس على اختلاف درجة تدينهم بيقعوا في تجاوزات بدرجات مختلفة ومتفاوتة..
والأمثلة كثير..زي مثلاً كلام ما ينفعش يتقال لأنه مش وقته أو تصرفات منتشرة بدءاً ب مسك الإيدين والكتف اللازق في الكتف مروراً بالذراع ال بيحاوط الكتف فما بعد ذلك من حاجات كثير تتقال أو ماتتقالش D:
وتلاقي ناس كثير مثلاً أفكارهم عن الخطوبة قبل الخطوبة حاجة..وأفعالهم بعدها حاجة ثانية..وبسم الله الرحمن الرحيم بيبتدوا العك من حفلة الخطوبة D:
كثير مش بيركز وبتبقى مشاعره بتقوده وهي المتحكمة ..وإن كان مش مبرر إطلاقاً طبعاً..
والمعروف أن المرحلة دي لأي حد عايز يوصل للجواز في الآخر بتبقى صعبة جداً وبيجاهد نفسه لو هو الشخص مركز مع تصرفاته ومش عايز يغلط ..
ده غير صعوبة إحساسه أن قلبه متعلق بحد لسه مش ليه..وأنه مايقدرش يبقى جنبه طول الوقت..وأن مش كل ما يبقى عايز يشوفه يقدر يشوفه.. إلى آخره من حاجات السهوكة دي D:
نيجي بقى لل "السكون" اللي هو عكس كل المشاعر الصعبة والبهدلة دي كلها ..
الشعور بالراحة والطمأنينة لأنك تقدر تقول لل أنت بتحبه ال أنت عايزه وتعبر عن مشاعرك بأي طريقة من غير ما تبقى حاسس أنك بتعمل حاجة غلط أو بتسرق..
الشعور بالسكينة لأن ال بتحبه جنبك ..والسكن لأنك عارف أن في بني آدم بترجعله زي مابترجع بيتك ترتاح بعد يوم طويل متعب " وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا " ومهما رحت ولفيت أماكن شرق وغرب مابترتاحش غير في البيت..
ومن نعم ربنا أن شكل الحب بيختلف بعد الجواز وبيتغير فيه الشغف...وأن المشاعر المتأججة بتسكن وبيحل محلها مشاعر أحلى وأعمق وأنضج ال هي السكن و المودة والرحمة..وإلا ماكانش حد عرف يعمل حاجة ولا يركز في حاجة في حياته ..لأن طول ما المشاعر مالهاش طريقة تخرج بيها بتبقى متعبة ..وطول ماهي بتطلع بطريقة غلط متعبة برده..
ده غير نقطة مهمة..الشعور بالسكينة بيرجع القلب في علاقته مع ربنا لمكانه الصح..أو المفروض يعني..
ربنا أنعم على الناس بنعمة السكينة عشان يعرفوا يحبوه صح.. وماتبقاش مشاعر معينة محتلة قلبهم وتفكيرهم وغالبة عليه..مشاعر غالبة عليهم أول ما يصحوا وقبل مايناموا ولما ياكلوا وفي تفاصيل يومهم..
ربنا أنعم علينا بنعم كثير..بس يحب مننا أننا ماننشغلش بنعمه عنه..
ومن نعمه الكبيرة أنه بيعلمنا ازاي نودي مشاعرنا في مكانها..


الآية الثانية ال قرأتها وكأنها أول مرة هي "إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ" في سورة التوبة
معنى كلمة سكن هو"ما يسكن إليه ، أي يطمأن إليه ويرتاح به"
ربنا وصف في القرآن 3 حاجات بأنها سكن :
الليل : "وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا" سورة الأنعام
بيوتنا : "وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا" سورة النحل
أزواجنا: "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" سورة الروم
والرابعة هي صلاة النبي "خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ "